منتديات بومرداس التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أطفالنا والفصحى

اذهب الى الأسفل

أطفالنا والفصحى Empty أطفالنا والفصحى

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 8:08 pm

[size=18][center]



جمع وترتيب : محب لغة القرآن – زكرياء سلمان –
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين –



محتويات البحث
- المقدمة ................................................. .......................... ص-3-
- الأساس النظري الذي يستند إليه حل "الدنان" ......................................ص-3-
جهاز اكتشاف قواعد اللغة
- واقع التلميذ العربي أو مأساته .............................................................ص-5-
- الحل الذي سلكه واضعو المناهج ............................................................ص-9-
- الحل الذي يطرحه الدكتور عبد الله الدنان ............................................ص-11-
- كيف يتم إنجاح العملية ......................................................................ص-12-
- ثمار تجربة الدنان مع ولديه ................................................................ص-13-
- الحل على مستوى الروضة .....................................................................ص-14-
- أيها الأب الكريم اصبر حتى جني الثمرة ولا تلتفت إلى المثبطين و الساخرين.. ص-16-
- أهمية إتقان العربية الفصيحة في سني الطفل الأولى..............................ص-17-
- أهم ثمرات تعليم الأطفال الفصحى بالفطرة ........................................ص-18-
- بحث ذو مغزى ....................................................................................ص-22-
- رأي بعض الآباء الذين درس أبناؤهم في رياض تتبنى الفكرة ..........ص– 23-
- طفلة باكستانية عمرها 3 سنوات تتحدث العربية الفصحى ......................ص-24-
- خطة عملية لاكتساب ملكة اللغة ..............................................................ص-27-













بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أما بعد : فإن واقع اللغة العربية وضعف الأداء بها تحدثاً ، وقراءة وكتابة ، وعزوف الناشئة عن تعلمها والتوجه لتعلم لغات أجنبية ، بل وادعاء صعوبتها ، أمر لا يخفى على أحد ، مما دفع الغيورين على هذه اللغة إلى التفكير والعمل لإيجاد حل لهذا الواقع .وإن التجربة الرائدة والناجحة التي قام بها الدكتور عبد الله الدنان لتعليم اللغة العربية الفصحى بالفطرة والممارسة هي الحل الأمثل للخروج من هذا الواقع وذلك من خلال برنامج تعليم المحادثة باللغة العربية الفصحى .
و الأستاذ الدنان مُجاز في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق وحاصل على الماجستير في التربية من جامعة لندن وحائز على شهادة الدكتوراة في اللغويات التطبيقية من جامعة لندن أيضا. مارس رسالة التربية والتعليم في مختلف المؤسسات التعليمية أكثر من نصف قرن وله بحوث لغوية ونتاج روائي وشعري وقصصي، وتحمل سلسلة قصصه للأطفال الاسم “الحيوانات تفكر”. وهو المقتنع بأن الفشل في تعليم العربية الفصيحة لا ينبع من صعوبتها بل من مناهج تدريسها .

الأساس النظري الذي يستند إليه حل "الدنان"
جهاز اكتشاف قواعد اللغة

تستند رؤية الدنان في تعليم العربية الفصحى للطفل إلى الحقيقة العلمية القائلة إن للأطفال حتى سنّ السادسة قدرة فطرية ضخمة لاكتساب المهارات اللغوية. فقد كشف علماء لغة معروفون منذ أكثر من نصف قرن مثل تشومسكي وإرفن ولينبرغ عن تلك الطاقة الخلاقة في دماغ الطفل في تعلم اللغات وإماطة اللثام عن المنظومة القواعدية بشكل ذاتي داخلي ومعقد.
وتشير دراساتهم العلمية المبنية على الملاحظة والتحليل أن الله زود الطفل من جملة ما زوده به بالقدرة على اكتشاف قواعد اللغة التي يتعرض لها باستمرار ، ويسمي العلماء جزء الدماغ المسؤول عن هذه العملية : جهاز اكتشاف اللغة ( LAD ) Language Acquidition Device ،
حيث يقوم هذا الجهاز بهداية الله له باكتشاف قواعد اللغة من جملة المفردات والتراكيب التي تعرض عليه ، وقد يخطئ القاعدة في البداية لقلة الأمثلة والعينات ، ولكنه ما يلبث أن يراجع نفسه ويعدل القاعدة حتى يتقن اللغة تماماً حتى يكاد لا يخطئ فيها ؛ وهذا ملاحظ في الأطفال حيث يعمدون إلى ما يمكن تسميته عملية التقليد والخطأ والتصحيح والغربلة الداخلية فتُكتسب لديهم اللغة دون التفكير بالفاعل والمفعول والجار والمجرور والناصب والمنصوب والعلة والعامل الخ ومن ثم إتقان اللغة الأم أياً كانت هذه اللغة حيث لا توجد لغة أصعب من لغة بالنسبة للطفل.و هذا يشبه ما رواه الأصمعي عن جارية سمعها تقول وهي تحمل قربة ماء ثقيلة: “يا أبتِ أدرك فاها قد غلبني فوها لا طاقة لي بفيها”. و إذا صدقت هذه الرواية فإنها تشير بجلاء إلى ما يعرف بالسليقة اللغوية .
و معلوم أن كل موهبة ذهنية أو جسدية وهبها الله للإنسان جعل لها دورة حياة ، تنشأ وتقوى ، ثم تبلغ ذروتها وأوجها ، ثم تضمحل وتموت ؛ فما هي دورة حياة جهاز اكتشاف اللغة ( LAD ) ؟
يقول العلماء إنها تبدأ مع خلق الإنسان ، وتبلغ ذروتها في سني حياته الأولى ، وتبدأ بالضمور والاضمحلال بعد سن السادسة ، لتموت قريباً من سن البلوغ حيث تبدأ برمجة الدماغ تتغير بيولوجياً من تعلم اللغات إلى تعلم المعرفة! وقد أيدوا هذه النظرية بالدراسات العلمية ، والكشوفات الطبية والاستقراء الدقيق . وهذا يعني أن السن المثلى التي يكتشف فيها الإنسان قواعد اللغة التي يسمعها حوله عندما يكون طفلاً دون السادسة ، وأنه بعد ذلك إن لم يكن قد أتقن قواعد اللغة يحتاج إلى من يلقنه ويعلمه إياها ؛ إذ لا يكون قادراً على اكتشافها بنفسه ، كما أنه في الغالب لن يستطيع أن يصل إلى درجة الإتقان التي يبلغها من اكتشف قواعد اللغة في السن التي يكون مهيأ لها ( وهذا يدل على الموهبة الخارقة لجهاز اكتشاف قواعد اللغة الرباني )
والجدير بالذكر أن هذا الجهاز لا تنحصر قدرته على اكتشاف لغة واحدة ، بل يمكنه أن يكتشف قواعد عدة لغات ، و بالدرجة نفسها من الإتقان ، إذا تيسر له القدر الكافي من السماع والممارسة و إذا ما وجد في ظروف طبيعية لاستعمال هذه اللغات. وقد جعل هذا الاكتشاف التربويون يفكرون في تلقين الطفل عدة لغات في آن واحد في هذه السن كما يجري في سيدني بأستراليا إذ تقوم إحدى المؤسسات بتلقين الأطفال سبع لغات بآن واحد .
وقد لاحظنا هذا الأمر بجلاء في الطفل الذي ينشأ لأب عربي وأم أمازيغية ، وقد التزم الأب الحديث باللغة العربية في بيته فينشأ الطفل متقناً للعربية/ لغة أبيه ، والأمازيغية لغة أمه ، بطلاقة تامة . و هذه القدرة الهائلة يمكن تنشيطها واستغلالها حتى في المرحلة الابتدائية الأولى (من عمر السادسة إلى التاسعة ) بحيث لا يحتاج الطفل إلى إعطائه قواعد اللغة التي يراد له أن يتعلمها في هذه السن.
و للإشارة فهناك خمس مراحل أساسية في اكتساب اللغة: الهديل في عمر ستة أشهر؛ إصدار أصوات مختلفة في عمر تسعة شهور؛ تفوّهات بكلمة مفردة في عمر سنة؛ كلام برقي، بضع كلمات مفككة، بدون روابط، لابن حوالي عامين؛ ثم كلام عادي في جيل خمس-ست سنوات.

واقع التلميذ العربي أو مأساته

و هنا تبرز المأساة لدى الطفل العربي فحال تلميذنا اليوم في مجتمعاتنا العربية جميعها، هو أنه يتعلم العامية في الفترة الفطرية الذهبية للدماغ في تعلم اللغات، وعند بدء ضمور هذه المرحلة وبداية مرحلة تعلم المعارف يبدأ في تعلم اللغة الفصيحة لغة الكتاب فيحاول تعلم اللغة بعد ضمور القدرة الفطرية على اكتساب اللغات مما يتطلب منه جهداً كبيراً ، هذا بالإضافة إلى أن تعلم لغة أخرى غير اللغة الأولى يزاحم المواد المعرفية على الزمن المدرسي
و المفروض بحسب التطور الخلقي الطبيعي للإنسان أن يتفرغ الطفل لتعلم المعرفة بعد سن السادسة من العمر بلغة قد أتقن التحدث بها .
وهنا يقع التلميذ العربي في أسوأ وضع يمكن أن يكون فيه تلميذ ، وهو وضعٌ يمكن أن يوصف بأنه معاكس لطبيعة الخلق ، لأن التلميذ يكون قد بدأ يفقد القدرة الدماغية الهائلة على تعلّم اللغات ولذا لا بدّ أن يتعلم المعرفة بهذه اللغة التي لم يتقنها بعد . وإذا قارنا وضعه بوضع التلميذ الإنجليزي مثلاً نجد أن التلميذ العربي عليه أن يتعلم المعرفة ولغة المعرفة في آنٍ واحدٍ ، وزاد الأمر سوءاً أن لغة التواصل العادي ولغة شرح المواد العلمية جميعها هي اللهجة العامية ( الدارجة ) وأن الطالب لا يمارس الفصحى إلا عندما يقرأ أو يكتب ، أما المعلم فليس في وضع أفضل إطلاقاً ، لأنه يشرح المادة العلمية بالعامية لعدم إتقانه الشرح بالفصحى من جهة ولكي يضمن فهم الطلبة لهذه المادة من جهة أخرى . وأما الطالب المظلوم فيطلب منه الرجوع إلى الكتاب المكتوب بالفصحى ، وأن يقدم الامتحان بالفصحى أيضاً . وتكون النتيجة أن يظلّ المعلم يشكو من عدم فهم تلاميذه ومن ضعف أدائهم المعرفي اللغوي وأن يظلّ التلاميذ يشكون من صعوبة اللغة العربية وفهم المواد الأخرى المكتوبة بهذه اللغة . إذن في كل مدرسة بل وفي كل جامعة عربية هنالك لغتان : لغة سائدة للتخاطب الشفهي العادي وهي العامية ولغة الكتاب والدراسة وهي اللغة العربية الفصحى ، وهذا أعجب وضع تربوي وأغربه في تاريخ الأمم وقد قيل “إن التلميذ العربي يشبه الصياد الذي ذهب إلى البحر ونسي شبكة الصيد”. وهذا الازدواج اللغوي العميق، اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة يرافق الانسان العربي وينغّص حياته التعليمية فترة طويلة من عمره . وهذه العلاقة غير الودية ما بين التلميذ منذ نعومة أظفاره والكتاب أي اللغة المكتوبة، تنمو وتتفاقم لتصل إلى ما نلمسه بأم أعيننا في يومنا هذا، "أمة إقرأ " لا تقرأ وإن قرأت فبالأذنين .
وقد نشأت نتيجة لذلك أوضاع تربوية بدأت تظهر لها انعكاساتٌ سلبيةٌ خطيرةٌُ يمكن إيجازها بما يلي :
(1) يستمع الطالب إلى شرح المادة العلمية بالعامية وعندما يحاول الرجوع إلى الكتاب يجد أن فهمه للمادة محدود .
(2) بعد أن يفهم الطالب المادة العلمية يجد صعوبة في التعبير عنها كتابةً في الامتحان , لذلك يلجأ إلى حفظ المادة غيباً وأحياناً دون فهم ، وبما أن حفظ الكتاب كله مستحيل لذلك يلجأ إلى الملخّصات يحفظها ويتقدم إلى الامتحان .
(3) نتيجة لحفظ المادة العلمية عن ظهر قلب ودون فهمٍ عميقٍ يكون النموّ المنطقي والمعرفي محدوداً ، وهذا ينعكس على تدني مستوى الحكم على الأمور ، والفشل في حل المشكلات حلاً نافعاً يكون في مصلحة الفرد والأمّة .
(4) تتكون لدى الطالب العربي اتجاهاتٌ سلبيةٌ نحو القراءة والمطالعة باللغة العربية ، وقد برز هذا واضحاً في شكاوى الناشرين الذين لا يطبع أحدهم من الكتاب إلاّ عدداً محدوداً من النسخ لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة ، وما شذّ عن ذلك إلاّ قليل ، وهذا القليل هو كتبٌ مقررةٌ في المدارس أو الجامعات .
(5) تتكون لدى الطالب اتجاهاتٌ سلبيةٌ ضدّ القراءة حتى باللغة الأجنبية كاللغة الفرنسية
(6) يشيع عن العرب أنهم أمةٌ لا تقرأ .
(7) يشيع بين الطلبة والمدرسين والمتعلّمين العرب بعامة أن اللغة العربية صعبة .
(Cool نتيجة لذلك تتكون لدى الطالب اتجاهاتٌ سلبيةٌ نحو الكتاب فيتخلّص منه بعد أداء الامتحان ولا يحتفظ به للانتفاع والمراجعة فيما بعد
(9) كان من نتيجة ذلك أيضاً كره اللغة العربية ، وهذه كارثة تصيب الأمّة في الصميم .
(10) التردّد الواضح بل الرفض لتعليم الطب والهندسة و باقي العلوم في الجامعات العربية باللغة العربية ، وهو نتيجة لوضع اللغة العربية الحالي والضعف العام في أداء الطلبة بهذه اللغة .
(11) يمكن حسب بعض الدراسات أن يُعزى الضعف العام في الرياضيات إلى ضعف الأداء باللغة العربية الفصحى عند الطلبة
( 12) قد يؤدي كل ذلك إلى إعاقة النمو الفكري والإدراكي لدى أجيالنا القادمة .
إذن من هنا تظهر مأساة الطفل العربي المعاصر ، إنه في سني حياته الأولى يتعرض للعامية ، فيتعرف على مفرداتها ، ويتقن تراكيبها وقواعدها ، حتى إذا ذهب إلى المدرسة وجد أن عليه أن يطلب المعرفة بغير اللغة التي يتقنها . واللغات العامية والتي اصطلح على تسميتها لهجات مختلفة إلى حد كبير عن اللغة الفصحى في المفردات والتراكيب والقواعد .
أما الاختلاف في الألفاظ والمفردات فأشهر من أن يمثل له ، وأما الاختلاف في القواعد والتراكيب فإن الفارق أكبر بكثير مما يظنه الإنسان للوهلة الأولى
بعض الأمثلة : في العامية يستخدم الطفل ( اللي ) كاسم موصول للمفرد والمثنى والجمع مذكراً كان أو مؤنثاً ، بينما تقابله في الفصحى ثمانية صيغ : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، اللذَين ، اللتَين ، الذين واللاتي أو اللواتي .
وعندما يُطلب من طفل المرحلة الابتدائية أن يقرأ جملة بسيطة نحو : « جلست الفتاة قرب النافذة » تجده يتهجؤها تهجئة ؛ لأن المفردات ليست من مخزونه ، وإنما يألف الحروف فقط فيقرؤها حرفاً حرفاً . والحقيقة أن الطفل مسكين ، ومعرفته بالحروف الأبجدية ليست كافية للانطلاق في القراءة . إن الكبير حين يقرأ لا يعتمد على تهجئة الكلمة ، وإنما يستعين بمخزونه من الكلمات والتراكيب ، فيقرأ بسرعة . اعط مثلا رجلاً كبيراً نصاً فارسياً أو باكستانياً مكتوباً بالحروف العربية ، فماذا يصنع ؟ إنه يتهجؤها حرفاً حرفاً كالصغير تماماً .
ونتج عن هذه المأساة أمران :
1- عزوف الطفل عن القراءة ؛ فإنها تكلفه مجهوداً شاقاً ، ولا يفهم كل ما يقرأ ، فلا يستمتع بها ، والنتيجة ألا يُقبِل على القراءة إلا مضطراً كاستذكار لامتحان أو نحوه ، ويصبح هناك نوع من العداء بين الطفل ثم الشاب والكتاب .
2 - صعوبة التحصيل المعرفي والعلمي ؛ لأن الطفل غير متمكن من أداته ، وهي اللغة
3- ضعف الأداء بها لدى الطلاب في جميع مراحل التعليم بما في ذلك خريجو الجامعات ، ويشمل هذا الضعف مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة .
4- شكوى المربين والمسؤولين وأولياء الأمور من هذا الضعف الذي أدى إلى قلة عدد القارئين من أفراد الشعوب العربية ، وبدأت تنتشر مقولة ( العرب أمة لا تقرأ ) .
وهنا نؤكد على أنه ليس من السهل أبدا اكتساب لغة لا تسمعها ولا تتحدث بها، وتعلم أية لغة بشرية طبيعية معناه في المقام الأول الوصول إلى قدر مقبول من السيطرة عليها في المهارات اللغوية المعروفة: استماع، تحدث، قراءة، كتابة، تفكير.


الحل الذي سلكه واضعو المناهج

ولتعويض هذا النقص قام التربويون وواضعو المناهج في الدول العربية بحشد عدد كبير من حصص قواعد اللغة العربية وما يتعلق بها في جميع المراحل الدراسية ، ولكن النتيجة أن هذه الحصص جميعاً لم تصل بخريج المدرسة الثانوية إلى مرتبة الإتقان . وقد عقد بعض المختصين مقارنة مفيدة بين عدد حصص اللغة العربية وما يتعلق بها في بعض الدول العربية ، من الصف الأول المتوسط وحتى الثالث الثانوي ، وبين عدد حصص اللغة الإنجليزية ( ليس هناك فصيح وعامي في الإنجليزية ) في بريطانيا في الفترة ذاتها ؛ فوجد أن
- المناهج المصرية تخصص للغة العربية في السنوات الست الأخيرة من التعليم العام ( من الصف الأول متوسط إلى الصف الثالث الثانوي ) (1290) حصة .
- وتخصص المناهج السورية للمدة نفسها (1152) حصة .
- وتخصص المناهج السعودية (1080) حصة .
- في حين تخصص المناهج البريطانية (576) حصة للغة الإنجليزية في المدة نفسها .
وبإجراء حسابات مباشرة يتبين أن الفارق يتمثل بما يعادل ثلاث ساعات أسبوعياً ، على مدى ست سنوات . هذه الساعات الثلاث يقضيها الطفل العربي في تعلم قواعد لغته والتعرف على مبادئها ؛ بينما تتاح للطفل الإنجليزي الفرصة لاستثمارها في دراسة موضوعات أخرى .
إذن تأخذ اللغة العربية من الزمن المدرسي عدداً من الحصص ، يفوق ما تأخذه اللغة القومية لدى أي أمة أخرى . ومع كل هذا بقيت الشكوى من الضعف العام باللغة العربية قائمة إلى اليوم
وبالإضافة إلى الفارق البيِّن في عدد الحصص هناك فارق جوهري في طبيعة المادة المعطاة ؛ فبينما يقضي الطفل العربي معظم الحصص في تعلم القواعد والنحو والإعراب فإن الطفل الإنجليزي يقضيها في تحليل النصوص ، واستخلاص الأفكار الأساسية وأساليب التعبير.
فلا غرابة إذن أن تكون فرص الطفل الإنجليزي للإبداع أكبر من فرص قرينه العربي ، وأن نجد في العرب عموماً عزوفاً عن القراءة ؛ بينما الأوروبيون والأمريكان يقرؤون في كل مكان ( الحافلة ، القطار ، الطائرة ) ، وتجارة الروايات لديهم مزدهرة .
ونشير هنا إلى مسألة مهمة وهي أن معرفة قواعد اللغة صرفا ونحوا ودلالة لا تؤدي بالضرورة إلى تحقيق المهارات المذكورة وهذا ما أشار إليه عالمنا الفذ ابن خلدون عند ذكره أن معرفة أصول السباحة والخياطة نظريا لا تجعل بالضرورة من حاملها سبّاحا ماهرا ولا خيّاطا بارعا. إذن تعلم النحو وحده لا يكسب فصاحة ولا يثري لغة . و إنما هو يقوم اللغة التي يكتسبها المرء مما تلقنه وسمعه من كلامها و ما قرأه ووعاه من نصوصها و ما زاوله وتمرس عليه من فصيحها وبليغها . ثم يأتي النحو بعد ذلك ليحيط هذا كله بسور عظيم يحفظه و بناء محكم يجمعه . وهذا ما بينه أيضا ابن خلدون حين أكد على أن السمع أحد الأسس لتعلم اللغات حين قال "السماع أبو الملكات اللسانية” إذ عن طريقه ينغرس الحس اللغوي السليم ليصبح ملكة طبيعية في الإنسان .إذن فالنحو يكمل تلك السلسلة التي تبتدئ بسماع الكلام الفصيح و تتتبع بقراءة نصوصه وحفظ روائعه . إنه التاج الذي يتوج به الطالب ما اكتسب من ملكات اللغة . وفي عصرنا الحاضر هناك مثل واضح لهذه الظاهرة، فمعظم المستشرقين وأساتذة العربية والإسلاميات في الدراسات العليا، يعرفون كل شاردة وواردة تقريبا في قواعد العربية المكتوبة ولكن بعضهم يبقى عاجزا عن التكلم والكتابة بها.
إذن فملكة اللغة تكتسب بالحفظ والسماع أكثر مما تكتسب بالضبط والقاعدة .
وهذا يعني أن المعول عليه في المقام الأول هو الحفظ والسماع و بعد ذلك يأتي دور كتاب القواعد . ولهذا السبب كان السلف يرسلون أبناءهم صغارا إلى البادية ليسمعوا اللغة الفصيحة و يحفظوها فتنشأ لديهم السليقة . إذن التزام الحديث بالفصحى مع الأطفال هو الوسيلة الفضلى لإتقانهم هذه اللغة إتقانا فطريا فتجري الفصحى على ألسنتهم صحيحة سليمة من غير أن يتعلموا حرفا واحدا من علم النحو .

الحل الذي يطرحه الدكتور عبد الله الدنان

على ضوء هذا يرى الدكتور الدنان ضرورة استغلال القدرة الفطرية الطفلية في اكتساب العربية الفصحى قبل سن السادسة
إن الحل يكمن في معالجة المشكلة جذريًا وعمليًا في مرحلة الطفولة المبكرة، المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بتعلم لغة الحديث من والديه وأسرته ثم من مجتمعه، فإذا قمنا بتعليم الطفل وتلقينه المحادثة باللغة العربية الفصحى وواصلنا معه الحديث إلى أن يحين وقت دخوله المدرسة نكون بذلك قد علمناه لغة الكتاب الذي سوف يقرؤه ويتعلم من خلاله في مراحل دراسته كلها سواء كان في مرحلة الحضانة أو رياض الأطفال أو في المرحلة الابتدائية، فإنه يقرأ في الكتب , اللغة التي تدرب عليها، فيقرأ ما فيها بسهولة ويسر، ويفهم ما يقرأ ويألف الكتاب ويحبه، وتتكون لديه رغبة في المطالعة والقراءة الحرة، ويتقدم في دراسته ويتفوق على أقرانه.
إذن على ضوء هذا الواقع الصعب يتضح أن الحل ميسور وبسيط، أن نستغل السن الفطرية السليقية لدى الطفل في تعلم اللغات، ونعلمه المحادثة باللغة العربية الفصحى بدل العامية ومواصلة محادثته إلى أن يدخل المدرسة .

كيف يتم إنجاح العملية

قلنا إن الحل يكمن في أن يتقن أطفالنا الفصحى قبل دخول المدرسة بالإضافة إلى العامية ؛ كيلا يكون موضع استغراب في المجتمع ولكن كيف يتم ذلك وقد تأصلت العامية في المجتمعات العربية ؟ الجواب أنه لا بد أن نعرِّض الطفل في سني عمره الأولى لساعات طويلة من ممارسة الفصحى سماعاً وتحدثاً وهو ما يعرف ب "التغطيس اللغوي". والوضع الأمثل في ذلك أن يلتزم أحد الأبوين ولعل الأب هو الأنسب الحديث مع الطفل بالفصحى منذ ولادته و باستطاعة أي شخص بحسب تمكنه من قواعد اللغة العربية أن يجعل أحد أبنائه أو إخوته أو ماشاء ممن يجمعه بهم المسكن لفترة معقولة أكثر أيام الأسبوع يتحدث بالعربية السليمة إن هو بدأ معه الحديث في سن مبكرة – بعد الولادة أفضل ما يكون – و لا يضر أن يتحدث بقية أفراد الأسرة معه بالعامية و عليه إذا خاطبه الطفل بالعامية تأثرا بمن حوله أن يلقنه الصواب و يطلب منه التصحيح ، وستُدهش حين تسمع الطفل يحدث والده بالفصحى منذ أن ينطق ! وإذا بدئ مع الطفل في سن متأخرة نسبياً بعد الرابعة مثلاً فقد يجد الطفل بعض الصعوبة في البداية ، ولكن بالمواظبة والتوجيه والتصحيح من جانب الوالد ، سرعان ما يألف الطفل ذلك . فإذا قال الطفل : ( يلاَّ نمشيو) قال له أبوه : ( هيَّا نذهب ) وهكذا
وقد جربت هذه الطريقة حتى مع أطفال في سن الخامسة فكانت النتيجة مدهشة و لعل مما يجدر ذكره أن تأخر البداية يؤخر النتيجة لأن المقدرة على تعلم اللغات فطريا تخبو و تضمر بعد بلوغ الطفل سن التمييز و يصبح تعلم وفهم القواعد النحوية عن طريق التطبيق و التكرار الوسيلة الممكنة الوحيدة للتعلم . و لتجنيب هؤلاء الأطفال المشقة والعناء بهذه الكيفية في تعلم اللغة يتحتم تلقينهم الفصحى منذ نعومة أظفارهم بالطريقة الفطرية .
ثمار تجربة الدنان مع ولديه

وكان الدنان قد قام بهذه التجربة الرائدة على ابنه البكر “باسل” عندما كان ابن أربعة أشهر في بدايات العام 1978، أي مخاطبته بالعربية الفصيحة المشكولة أواخرُها في حين تحدثت والدته إليه بالعامية الدمشقية، لكل شخص مقال فأتقن باسل المحادثة بالعربية المعربة ( يرفع وينصب ويجر دون خطأ ) ، كما أتقن المحادثة بالعامية ، وعمره ثلاث سنوات .وعندما أصبح في الصف الثاني الابتدائي كان قد قرأ 350 كتاباً من كتب الأطفال وكانت العربية تجري غضة طرية على لسان الطفل بلا تكلف ولا اصطناع و إن تعجب فعجب أمره حين كان يجيب أمه بالعامية إذا تدخلت في ذلك الحوار ثم يعود إلى عربيته مع أبيه فما كانت العربية بمانعة له من محاكاة لغة أمه العامية فلكل مقام مقال.
واستمر الدكتور الدنان بتجربته اللغوية الجريئة هذه مع ابنته “لونه” التي تصغر باسلاً بأربعة أعوام ، فأتقنت الفصحى والعامية مثل باسل تماماً. فأصبح هؤلاء الثلاثة يتحادثون مع بعضهم بالفصحى أما مع الآخرين فيستعملون العامية. دخل باسل ولونه إلى المدرسة وكان لإتقانهما الفصحى قبل السادسة أثر عجيب على مدى حبّهما للكتاب وإتقانهما للعلم ، لقد اكتشفا أن الكتاب يتكلم لغتهما فصارا صديقين للكتاب ، وبهذا أصبحا قارئين ممتازين ، أتقنا التعلّم الذاتي واتقنا الرجوع إلى الكتاب ، وتفوقا في المواد العلمية كلها، وتكون لديهما إحساسٌ راقٍ بجماليّة اللغة .
تجربة الدنان هذه تذكّرنا بما قام به المحيي الرئيس للغة العبرية الحديثة إليعزر بن يهودا (1858-1922) في أواخر القرن التاسع عشر في فلسطين مع ابنه “إيتمار” (كان اسمه أولا بن صهيون، 1882-1943) المعروف باللقب “الولد العبري الأول”، تكلم بالعبرية الحديثة بعد أن كانت لغة مكتوبة (ميتة) مدة سبعة عشر قرنا من الزمان. وإيتمار المقدسي المولد كان نشيطا في الحركة الصهيونية وزاول مهنة الصحافة وكان له الفضل في صياغة كلمات عبرية جديدة مثل ما معناه بالعربية: استقلال، سيارة، صحفي، لاسلكي، سياسي، مظلة/شمسية، سابقة.
تجربة الدنان في إكساب الطفل العربي العربية الفصيحة ابتداء من سني الطفولة الأولى أثبتت حتى الآن إمكانية جعل الفصحى سليقة أو سجية أو ملكة أو طبع لدى الانسان العربي وذلك بالممارسة والدربة والمران.

الحل على مستوى الروضة

التطبيق العمليّ للحلّ :
بناءً على الأساس النظري ، ينطلق التطبيق العملي لتعليم اللغة العربية في الروضة أو المدرسة الابتدائية من إقرار المبدأ التالي وهو :
اعتماد اللغة العربية الفصحى لغةً وحيدةً للتواصل في المدرسة طوال اليوم المدرسي داخل الصفّ وخارجه بحيث لا يسمع الطالب في المدرسة إلاّ الفصحى ولا يقبل منه إلا الفصحى .
ينطلق الأساس النظري لهذا الحلّ من الاعتبارين التاليين :
أ- أن القدرة الفطرية على تعلّم اللغات لم تضمر عند الطفل في المرحلة الابتدائية وإنما هي بدأت بالضمور ، ولذلك لا تزال هناك قدرة متبقية لدى هذا الطفل تمكنه من كشف قواعد اللغة التي يتعرّض لها ، وتطبيق هذه القواعد وهذه القدرة يمكن تنشيطها واستغلالها .
ب- أن أحدث أساليب تعلّم اللغات هو الأسلوب التواصلي الوظيفي ، وفحواه الممارسة الوظيفية الدائمة للغة الهدف , بحيث يتواصل بها المتعلّم لساعاتٍ كاملةٍ في أثناء فترة التعلّم وهو ما يعرف بالتغطيس أو الإحاطة أو الاستغراق Immersion .
يبدأ التطبيق بتدريب معلمات رياض الأطفال ، ومعلمي ومعلمات المدارس الابتدائية من التخصصات جميعها على المحادثة باللغة العربية الفصحى ثم يطلب من المعلمين والمعلمات الالتزام بالتواصل باللغة العربية الفصحى طوال اليوم المدرسي داخل الصف وخارجه . وفيما يلي بعض التفصيل:
1- يشرح المعلم الدرس بالفصحى مهما كان موضوعه: لغة عربية ، رياضيات ، علوم ، تربية بدنية ، تربية فنية...... الخ ) .
2- يسأل المعلم عن محتوى المادة التعليمية بالفصحى .
3- يتواصل المعلم مع التلاميذ بالفصحى في كل المواقف ، " مثلاً لو جاء طالب متأخراً عن الحصة يسأله المعلم " لماذا تأخرت ؟ ، ( أحضر ورقة من المشرف حتى أسمح لك بالدخول ) ،
( إحضار الورقة ضروري .......الخ ) .
4- إذا أجاب الطالب بالعامية يعيد المعلم إجابة الطالب بالفصحى ويطلب من الطالب إعادة الإجابة بالفصحى .
5- بعد شهر من التطبيق والتزام المعلم بالتواصل بالفصحى يبدأ المعلم يظهر عدم فهم ما يقوله الطالب إذا تكلم بالعامية . مثلا إذا تحدث الطالب بالعامية يقول المعلم: "أنا لا أفهم" فيعرف الطالب أن المطلوب أن يتحول إلى الفصحى .
6- يكون التواصل بالفصحى في ساحة المدرسة ، وفي المكتبة ، وفي أثناء الإعداد للحفلات ، وفي المطعم .... الخ ، أي في الأنشطة والمواقف الحياتية جميعها .
7- ينصح الدكتور الدنان بالالتزام التام والمطلق بالتطبيق ؛ لأن هذا هو الذي يؤدي إلى النتيجة المرجوة . وإذا لم يلتزم المعلم بالتطبيق فإن التدريب على المحادثة بالفصحى يكون مفيداً له فقط ولا ينتقل إلى تلاميذه .
وعن كيفية استغلال هذه القدرة الهائلة يقول : لابد أن تهيىء الروضة بيئة مناسبة تسودها الفصحى ولا يتأتى هذا إلا إذا أتقنت جميع المربيات اللغة الفصحى , فكأننا حولنا الروضة إلى بادية عربية وإن لم تكن فطرية..
إذن ليكن النحو في الكلام كالملح في الطعام. ليكن استعمال العربية لدى الجميع : مع أحد الوالدين في البيت و في ساعات الدوام المدرسي، و لدى جميع أعضاء الهيئة التدريسية وفي كل المواضيع التعليمية. أما خارج هذا الإطار التعليمي، في البيت مع باقي أفراد العائلة و في الشارع فيعود التلميذ للهجته وبمرور الزمن سيصبح العربي مسيطرا على هذين النمطين الرئيسين للغة الضاد ولا ريب في أن الهوة بينهما ستردم باطراد متسارع. وليس من المستبعد بعد حقبة زمنية معينة من انتهاج التغطيس اللغوي الفصيح والإفادة القصوى من التكنولوجيا العالمية في إكساب اللغة، أن نرى أعدادا متزايدة من العرب ذوي سليقة فصيحة مثل ذلك الأعرابي الذي أجاب اللغوي ابن جني حول جمع بعض الأسماء: “فقال له الأعرابي ”عثمانون” فقال له ابن جنّي هلا قلتَ “عثامين” (مثل دكاكين، وسراحين وقراطين) فأجاب الأعرابي: أيش عثامين! أرأيتَ إنسانا يتكلم بما ليس من لغته، والله لا أقولها أبدا” (الخصائص 1/242 )
وعندها يكون بمقدور العربي السليقي أن “يخاطب كلا بما يحسن” كما قال الأخفش الأوسط!

أيها الأب الكريم اصبر حتى جني الثمرة ولا تلتفت إلى المثبطين و الساخرين

لك أيها الأب الفاضل أن تتوقع ما سيثمر عنه جهدك المتواصل و حماسك البناء و إخلاصك الصادق مما ستقر به عينك أثرا باقيا و بقاء مؤثرا . ذلك أن تعلم العربية و تعليمها عبادة كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " تعلموا العربية فإنها من الدين " . و هنيئا لك حين يتحول كلامك إلى درجات عالية في ميزان حسناتك مع ما تجده من البهجة و السرور بعد قطف الثمار وظهور النتائج و حين تسمع عبارات الاندهاش و تشاهد نظرات الإعجاب من الآخرين و تلك هي عاجل بشرى المؤمن بعد أن تجاوزت مرحلة التطبيق و ركلت المخذلين و الساخرين بقدم الصبر و اليقين . ولكن ننبهك إلى مسألة غاية في الأهمية والخطورة و هي وجوب أن يكون المعلم متقنا للغة لا يلحن فيما يلقن للطفل . و إلا ضاع الجهد سدى وانقلب الأمر ضررا لأن ما بني على فاسد فإلى فساد يؤول . و اللحن الذي يلقن للطفل سينقش في ذهنه و سيؤدي إلى قياس فاسد عنده . وينبغي أيضا أن يجمع المعلم إلى إتقانه للغة تجويدا لأصواتها و إفصاحا للنطق بها و سلامة من آفات النطق و من طغيان بعض اللهجات العامية على لسانه لأن الطفل سيحاكي ما يسمعه فإذا سمع اللفظ مجودا فصيحا خاليا من الآفات أداه أحسن الآداء و إلا انطبع الفساد في ذهنه و بعد عن الفصاحة بعد معلمه منها . فاستعن بالله ولا تعجز ولا تتردد و تعلم العربية احتسابا للأجر أولا ثم لتعلم فلذة كبدك ثانيا .


أهمية إتقان العربية الفصيحة في سني الطفل الأولى

نشير ابتداء إلى إن هناك طريقتين لتحصيل اللغة :
الأولى : قبل السادسة من العمر وهي الطريقة الفطرية التي يكشف الطفل فيها القواعد اللغوية ويطبقها دون معرفةٍ واعيةٍ بها .
والثانية : تبدأ بعد السادسة من العمر وهي الطريقة المعرفية الواعية والتي لا بدّ فيها من كشف القاعدة للمتعلّم وتدريبه على ممارستها تدريباً مقصوداً ضمن خطة منهجية .
وإذا قارنّا بين الطريقتين نلاحظ ما يلي :
(1) الأولى تسمى اللغة المكتسبة بها لغة الأم ، بينما اللغة بعد سنّ السادسة لا يمكن أن تكتسب هذه الصفة .
(2) الأولى تتمّ دون تعب ،بينما الثانية تحتاج إلى جهد كبير.
(3) الأولى تمتزج فيها اللغة بالعواطف فلا يحسّ المتكلم أنه يعبر عن عواطفه تعبيراً صادقاً إلاّ بها . فهي التي ينفّس بها عن غضبه ، ويبث فيها لواعج شوقه وحبه وحنينه .أما اللغة الثانية فتبقى في المكان الثاني من حيث التعبير العاطفي ، وقلَّ بل ندرَ من وصل باستخدامها إلى مستوى اللغة الأولى في هذا المجال .
(4) الأولى يكون فهم العبارات فيها أدقّ وقريباً جداً بل ومتطابقاً مع ما أراده المتكلم أو الكاتب ، بينما لا يكون كذلك باللغة الثانية .
(5) الأولى يكون إتقانها كاملاً بكلّ تفاصيلها ( النحوية والصرفية ) ، بينما يظلّ هناك نقص ، باللغة الثانية ، ولو كان ضئيلاً .
(6) الإحساس بجمال اللغة وبلاغتها وحلاوتها يكون باللغة الأولى تلقائياً ودون الحاجة إلى شرح ، بينما يحتاج باللغة الثانية إلى شرح وتعليل يفقدانه الكثير من قيمته .
(7) الزمن المخصص لإتقان اللغة بالطريقة الأولى لا يمكن أن يفعل فيه الطفل شيئاً آخر ، بينما تعلّم اللغة بالطريقة الثانية [ بعد سن السادسة ] يحتاج إلى زمن أطول يمكن الاستفادة منه في موادّ أخرى .
(Cool تتدخّل اللغة الأولى بشكل سلبيّ في عملية تعلّم اللغة الثانية [ بعد السادسة ] في مجالات التراكيب اللغوية .. والمفاهيم المعرفية .
(9) الطريقة الأولى تمكن الطفل من اكتساب أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ دون إرهاقٍ بينما لا يتمكّن الطالب بعد السادسة من تعلّم أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ .
أهم ثمرات تعليم الأطفال الفصحى بالفطرة - قبل سن ست سنوات -
- إتقان الأطفال التراكيب الأساسية للغة العربية الفصحى مع بداية المرحلة الابتدائية .
- إتقان العربية الفصحى استماعاً وتحدثاً وقراءة وكتابة بشكل كامل في نهاية المرحلة الابتدائية لأن اللسان عضو إذا مرنته مرن و إذا أهملته خار كاليد التي تخشنها بالممارسة و الرجل إذا عودت المشي مشت .
- عدم حاجة التلاميذ بعد المرحلة الابتدائية إلى النحو والصرف كي يتقنوا استخدام اللغة العربية ، و عندها سوف يشعر المسؤولون عن المنهج بضرورة تعديل المناهج المدرسية بحيث يمكن تقليل حصص اللغة العربية وزيادة حصص الرياضيات والعلوم والحاسوب ، أو تعديل منهج اللغة العربية باتجاه إدراك جمالية اللغة وتعليم التفكير وتسلسل الأفكار والبحث العلمي والتعبير عن الذات والمعرفة بشكل منظم.
- إتقان أفضل للمواد المعرفية والمهارات الفنية والحركية بسبب إمكانية إعطاء هذه المواد زمناً أطول مما هو مخصص لها في المنهج الحالي .
- معالجة مشكلة الضعف العام في إتقان اللغة العربية الفصحى في الوطن العربي وهذا من منهج السلف في تربيتهم لأبنائهم فلقد كانوا يحاربون اللحن و الخطأ في اللغة جدا و كان أمرهم شديدا في هذه المسألة قال ابن تيمية " و كان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي ونصلح الألسنة المائلة عنه فتحفظ لنا طريقة فهم الكتاب و السنة و الاقتداء بالعرب في خطابها فلو ترك الناس على لحنهم لكان نقصا وعيبا " .
- إنشاء جيلٍ عربيٍ مبدعٍ محبٍ للعلم باحث عن المعرفة ، وذلك عن طريق اكتسابه اللغة العربية الفصحى في فترة الحضانة والروضة والمرحلة الابتدائية الأولى ، وهي الفترة التي يكون فيها دماغ الطفل قادراً على إتقان اللغات بالفطرة ، لكي يتفرغ بعد ذلك لتلقي العلوم والمعارف والمهارات المختلفة وإتقانها والإبداع فيها.
- نشوء علاقة حب حميمة مع العربية لغة القرآن و انعقاد أواصر صداقة دائمة مع الكتاب و تعزيز حب القراءة لدى الأجيال العربية لكي تنتهي الأمية المقنعة ويرتفع شعار ( العرب أمة تقرأ )
- جعل المحادثة بالعربية أمراً مألوفاً فتصبح اللغة قريبة من القلوب محببة للنفوس .
- بقاء هذه التأثيرات الإيجابية إلى مرحلة التعليم الجامعي حيث سيكونون جيلاً من المعلمين والآباء والأمهات والعاملين الذين سيقومون بتأدية وظائفهم بارتياح وثقة ، وحينئذ سيكونون مؤهلين لتنشئة جيل جديد .
- الميل والتعلق المتين بتراث الأمة الجليل و تاريخها المشرق النبيل لأن من تعلم منذ صغره لغة حتى أضحت لغته الأولى فلا بد أن يتعلم جذورها و ثقافتها وتاريخ أهلها فينتمي إليهم ولو لم يكم من بلادهم . وكثير ممن نشؤوا من أبناء المسلمين على ألسن الغرب و لغاتهم كان ولاؤهم إليهم أكثر من ولائهم لأمتهم وبلدانهم .
- امتلاك شخصية أصيلة سوية منتمية انتماء صادقا إلى العروبة والإسلام لأن للغة تأثيرا كبيرا في ترسيخ الولاء وتكريس الانتماء و الواحد من الناس يألف من من يتكلم بلسانه و يقترب منه أكثر من غيره
- المنطق المحكم و اكتساب الدقة في التعبير عن النفس تعبيرا دقيقا محكما بعيدا عن الصمت السلبي و تبلد الأحاسيس قال الجاحظ "و طول الصمت يفسد اللسان و إذا ترك الأنسان القول ماتت خواطره و تبلدت نفسه و فسد حسه و كانوا يروون صبيانهم الأرجاز و يعلمونهم المناقلات و يأمرونهم برفع الصوت و تحقيق الإعراب لأن ذلك يفتق اللهاة و يفتح الجرم (أي الحلق)و السان إذا أكثرت تقليبه رق ولان و إذا أقللت تقليبه و أطلت إسكاته جسأ وغلط و أي جارحة منعتها الحركة و لم تمرنها على الاعتمال أصابها من التعقد على حسب ذلك المنع .
- التفوق والتميز في التحصيل العلمي والمعرفي والثقافي
- الثقة بالنفس وقوة الشخصية قال ابن تيمية " اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل و الخلق تأثيرا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين و مشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق "
- إشاعة محبّة اللغة العربية وإدراك حلاوتها وبلاغتها ، وذلك بتكريس حصص اللغة العربية للمطالعة وتنمية القدرة على النقد الأدبي من خلال مناقشة أفكار القصص والقصائد والنصوص الأدبية الأخرى .
- زيادة الوعي وسرعة الفهم و تحقيق مستوى عالٍ من التعلّم الذاتي لأن الطلبة يفهمون ما يقرأون .
- وأخيراً : نأتي إلى أهم مكسب من وراء تعويد أطفالنا على الفصحى في سن مبكرة يفوق كل ما سبق ؛ وهو الانفعال والتأثر بالقرآن الكريم و تقريبهم إلى تذوق كلام الله ، واستشعار حلاوته ، واستسهال حفظه ومراجعته و الاحساس المرهف و الشعور العميق بإعجاز القرآن الكريم و أنه فوق كل بلاغة و بيان و أنه مفارق لجنس كلام البشر لأن إعجازه كائن في رصفه و بيانه ونظمه . ولا شك أن الذين تحداهم الله بهذا القرآن قد أوتوا القدرة على الفصل بين الذي هو من كلام البشر و الذي هو ليس من كلامهم . وما كان ليتأتى لهم ذلك لولا أنهم بلغوا غاية من التمام و الكمال و الاستواء في لغتهم
و في قدرتهم على الإبانة عن جوهر إحساسهم و عن دقائق ما يعتلج في صدر كل مبين منهم . و إذا ما أردنا اليوم لأبنائنا أن يدركوا إعجاز القرآن إدراكا عميقا هذا الإدراك الذي حرمه الكثيرون منا اليوم إلا من رحم الله و يستشعروا تفرد نظمه و رصفه وروعة أسلوبه وبيانه و ينفعلو ا بعد ذلك بتلاوته و يخبتوا لسماعه و ينقادوا لأوامره و أحكامه فإن ذلك لن يكون إلا بإكسابهم اللغة الفصحى العالية و الأساليب العربية الراقية حتى إذا ما تمرسوا بها وخبروها و جرت بهم مجرى مجرى الدم في الوريد ظهر لهم بجلاء الفرق الكبير بين ما عرفوا و خبروا وتذوقوا من كلام الفصحاء و بين كلام رب الأنام الذي خلق الإنسان و علمه البيان .
فلا ريب إذن أن إتقان العربية الفصيحة في في سني الطفل الأولى وفي المرحلة الابتدائية يحمل في طياته جوانب إيجابية عديدة كما سلف مثل تقليص عدد حصص العربية وتخصيص هذا الوقت واستغلاله لتعليم مواد أخرى كالرياضيات والحاسوب واللغة الأجنبية والعلوم و خلق علاقة محبة وطيدة بين الجيل الناشىء ولغته، عنوان هويته وثقافته، تعلم ذاتي متقدم وحب المطالعة وتكوين الذوق الأدبي ورعايته وتسريع عملية اكتساب العلم والمعرفة وتذويتهما. حيث لا يجد فرقًا بين اللغة التي تعلمها ولغة الكتاب، فيقبل على القراءة برغبة، ويقرأ بسهولة ويسر، ويفهم ما يقرأ ويألف الكتاب ويحبه، وتتكون لديه رغبة في القراءة الحرة والمطالعة، ويكون لديه متسع من الوقت كان يُصرف في تعلم اللغة وفهمها يمكنه الآن أن يستفيد منه في تعلم العلوم والمعارف
وما أحوجنا إلى السليقة اللغوية في هذا العصر المعلوماتي المعولم والكاسح. وهناك عامل ديني مهم و تشجيعي لتعلم العربية وتعليمها كما قال الخليفة عمر بن الخطاب “تعلموا العربية فإنها من الدين”
يكمن في كونها مفتاح فهم الكتاب والسنة وتراث الامة . فمن لا يسيطر على هذه العربية يكون بمثابة فرع مقطوع من شجرة وارفة وجذورها ضاربة في عمق التاريخ، إنه محروم من التواصل المباشر بالتراث العربي منذ عصر الجاهلية ولغاية هذا اليوم .

بحث ذو مغزى

تحدثت مدرِّسة أمريكية تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها في رسالتها عن وضع لاحظته ، وهو أن العادات القرائية لطلبتها من العرب ضعيفة ، وأنهم لا يقرؤون إلا الصفحات المطلوبة للامتحان ، ونادراً ما يقرؤون للمتعة أو للاستزادة من المعرفة . كما لفت نظرها أيضاً أن الملاحظة نفسها وردت على ألسنة العديد من أعضاء اللجان المنبثقة عن المؤتمر العام لمدرسي اللغة الإنجليزية للناطقين بلغات أخرى المنعقد في مدينة سياتل - واشنطن عام 1998.
وتضيف قائلة: عندما حاولت أن أبحث عن سبب الحالة القرائية الضعيفة باللغة الإنجليزية لدى الطلبة العرب علمت أن العرب جميعاً لديهم لغتان (diglossia): محكية وهي العامية ، ومكتوبة وهي الفصحى ، وأدركت حجم التحدي ومقدار المعاناة اللذين يواجههما الأطفال العرب في تعلم القراءة بلغة لا يتحدثون بها ، وأن هذا يمكن أن يكون سبباً في تكون عادة عدم الرغبة في القراءة لديهم ، حتى في اللغات الأخرى ، ولقد علمت من (بروفيسورعربي دمشقي يعيش في أمريكا ) أن الدنان يطرح حلاً لهذه المشكلة ، وذلك بتعليم الأطفال في مرحلة الرياض المحادثة بالفصحى ، لكي يتقنوا التحدث باللغة التي سيقرؤون ويكتبون بها ، مما يؤدي إلى تيسير تعلمهم للقراءة والكتابة والقضاء على الصعوبات التي يواجهونها في هذا المجال بسبب الثنائية اللغوية فعزمت على كتابة رسالة ماجستير حول هذه القضية وزارت لذلك سوريا فخلصت إلى أن هناك أثرا لبرنامج التغطيس (التواصل الدائم ) باللغة العربية الفصحى في روضة للأطفال العرب على علاماتهم في القراءة والتعبير في المدرسة الابتدائية .


رأي بعض الآباء الذين درس أبناؤهم في رياض تتبنى الفكرة

يعبر أولياء الأمور عن سعادتهم لأن أبناءهم الذين تعلموا المحادثة بالفصحى يحبون القراءة وعندما يقرؤون يفهمون كل ما يقرؤون ، وقد قال أحدهم :
( إن ابني الذي في الصف الثاني الابتدائي ، والذي كان في روضة الأزهار العربية ، يوفر من مصروفه اليومي ، ولا ينفقه كله كما يفعل أبنائي الآخرون الذين لم يكونوا في هذه الروضة ، وعندما سألته لماذا يوفر النقود قال: أريد أن أجمع بعض النقود لأشتري قصصاً
وقال والد آخر: ( إن ابني الذي في الصف الثالث الابتدائي والذي كان في روضة الأزهار العربية ، قرأ قصة من مئتي صفحة ، بينما أخوه الذي في الصف الثامن لم يقرأ من القصة نفسها سوى أربع صفحات ثم ألقاها جانباً ولم يكملها ) .
وقالت والدة إحدى الطالبات وهي مدرسة جاءت لتسجيل ابنتها ( هذه هي البنت الثالثة التي أسجلها في روضة الأزهار العربية ، وأقول بصراحة إن تعليم الفصحى للأطفال في هذه السن يساعدهم على القراءة بسرعة وفهم ما يقرؤون : إنهم لا يسألون عن معاني الجمل والكلمات لأنهم يفهمونها دون أن أشرحها لهم بالعامية ) .
وكان في الروضة طفل اسمه أنس وعمره سبع سنوات ونصف ، وكان قد أمضى ثلاث سنوات في الروضة ، وتعلم المحادثة بالفصحى المعربة ، وهو الآن في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة أخرى . وفي أثناء الزيارة اختارت إحدى المعلمات الزائرات قصة غير مضبوطة بالشكل ، وأعطتها إلى الطفل أنس ، فقرأها بالسرعة العادية مع ضبط الحركات الصرفية والنحوية من غير تحضير مسبق ودون خطأ ، وبعد القراءة طلبت إحدى المعلمات منه أن يروي ما قرأ فوضع الكتاب جانباً ، وسرد القصة التي قرأها مستخدماً الفصحى دون أي خطأ نحوي على الإطلاق .




مقال محفز : لمن كان له قلب يا أبناء العرب
طفلة باكستانية عمرها 3 سنوات تتحدث العربية الفصحى
قصة تجربة رجل باكستاني غيور مع ابنته

احتفلت طفلة باكستانية بعيد ميلادها الثالث بإجادتها 800 مفردة من اللغة العربية.
الطفلة آسيا عارف صديق من أب وأم باكستانيين يقيمان بالدوحة لكن أباها العاشق للغة الضاد صمم على أن يخوض تجربة فريدة من نوعها مع صغيرته ووحيدته انطلاقا من نظرية الفطرة والممارسة منذ كان عمرها عاما واحدا.
يقول والدها: لم تكن هذه البداية سهلة بالنسبة لي بل تعرضت في البداية لمواقف ساخرة من أبناء جنسيتي لأنها كانت طبعا خطوة مختلفة تماما بالنسبة لهم ولأنهم رأوا فقط تسابق الناس في تعليم أبنائهم اللغة الانجليزية ولم يروا أحدا يتحدث إلى طفلة باكستانية باللغة العربية فقالوا ما قالوا مستهزئين بما أفعله ولكنني ظللت صامدا في موقفي وتقريري.
يضيف: منذ سنتين حضرت محاضرة للدكتور عبد الله الدنان ألقاها في مدرسة أبي بكر الصديق المستقلة بالدوحة وتحدث خلالها حول نظريته التي سماها هو "نظرية الفطرة والممارسة". وخلاصة تجربته التي أجراها هو قبل حوالي ثلاثين عاما أنه بدأ يتحدث إلى ابنه باللغة العربية الفصحى في بيته فأتقن ابنه الفصحى عندما بلغ ثلاث سنوات من عمره. ومن هنا بدأ نظريته المذكورة وجعل الدكتور الدنان نشر الفصحى بين أطفال العرب وكبارهم شغله الشاغل وهمه الرئيس.
وبعد ان حضرت محاضرته بدأت خوض تجربة أجريتها أنا في بيتي على خطا الدكتور الدنان ومتأثرا بتجربته. وهناك فرقان بيني وبينه؛ الفرق الأول بين تجربته وتجربتي هو أنه أجراها على إبنه وأنا أجريتها على ابنتي وأما الفرق الثاني فهو أنه أجراها على طفل عربي من أب وأم عربيين ولكنني أنا أجريتها على طفلة عجمية من أب وأم عجميين ما يجعل تجربتي أصعب منه بكثير.
صحيح أنني اجتهدت في إنجاح تجربتي اجتهادا بالغا ليلَ نهارَ إلا أنني أريد أن أشكره شكرا جزيلا لأنه هو الذي وجه عنايتي إلى هذه الناحية. والآن أسرد لكم قصتي بعد ما رجعت من محاضرته إلى بيتي. كان عمر ابنتي الوحيدة سنة واحدة فقط في ذلك الوقت فقررت من ذلك اليوم بل من تلك الليلة التي حضرت فيها محاضرته أن أخطو خطوته وأحذو حذوه. وبدأت من تلك الليلة أتحدث إلى ابنتي باللغة العربية الفصحى تاركا لغتي الأردية. ولكن كيف بدأت عملية تعليم بنت عمرها سنة واحدة فقط؟
يقول والدها: بدأت استخدم أسماء الأشياء الموجودة في البيت والمحيطة بها أو ما تقع عليه عيناها باللغة العربية مثلا إذا كانت هي مستلقية على السرير أقول لها: هذه مروحة مشيرا إلى المروحة أو إلى الساعة المعلقة على الجدار قائلا: هذه سا
Admin
Admin
Admin
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 125
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

https://boumerdes.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى